الاثنين، 6 يونيو 2011

فراشة ..

بفساتينٍ لمْ تَطّلع على خرائطِ جسدي منذ خريف, بشوقٍ لم يسرقه الصمت, 

بكتابٍ لم يُقرأ قط, بطوقٍ وخلخال يدندنا لوقعِ حضوركَ برائحةِ عطركَ التي تستعمرني..

أتحاشى الزوايا الحادة في عينيكَ ورغم كل شيء تصيبني فأسقط في كفِكَ, لأتحولُ فراشةً تُحلّقُ بكَ حيث النجوم..

موعد مع النسيان .

لمْ تذهبْ لوداعِه ...
لمْ يطلبْ منها المجيء !

الهاتف يرن ..
هي تجيب , لمْ يقلْ لها شيئاً !
وكلّ شيءٍ فيهما بدأ يشتاق ..

سينهي أعماله العالقة ويعود ..
هي تثقُ تماما بأنها على موعدٍ آخر مع النسيان !

كن صديقي


بالقُربِ من صديقتي نقتربُ من المدفأةِ يلسعُ بنا البرد , نتنازعُ في جهةِ من منا تشدُّ الغطاء ... تغني الروميةُ أُغنيةَ الصداقة . في البالِ سؤالٌ ..! ملَّ منا السؤال ..! كيف لرجلٍ لانريدهُ صديقاً يُهدي إحدانا (( كنْ صديقي )) وتريدُ منهُ أن يكونَ حبيباً ...!كيفَ لحبيبٍ تتكشفُ لهُ كلّ الحروفِ فلا تنبضُ بحبٍ إلا لهُ ؟ بشرقيةٍ مفتعلة .... يخشى ضياع الرجولة فليتفُّ بمكرٍ حولَ المعاني مجهضاً حباً بسم (( الصداقة )) ..؟!

برد الغياب

أأنت القائل : أسألكِ الرحيل عني كُفي دموعكِ لن أعود !
أأنت الذي قطّعت حِبال الوصل ، وكسّرت ما بي من حنين !
رحلت وقلت لي : لا رجوع !
أأنت الآن تبكي تشتاقني تحتاجني ! ما الجديد ؟!

سأقول لك :
أنا التي بكيتك حتى انتحبت أحشائي !
أنا الشريدة في دروب الشوق أضناني الفراق !
كقطة منبوذةٍ في العراء تقشعر في برد الغياب !
أنا اللاجئة على حدود منفاكَ أشتاق وطنك !


أأقول لك :
مازلتني الطفلة التي تحتاج كفك كي تنام !
مازلتني الطفلة التي تحتاج كفك كي تسير !
في غيابك اليوم من عمري يمضي سنين !

أشتاقك أحتاجك أريدك بل أحبك !
كم أستسقيتك وأمطرتني بالصدود !
الآن الآن : وبحقِّ كل ما كان وبحقَّ كل ماسيكون
أسألك عني الرحيل !

نزف على نصل النسيان ...


مُتعبةٌ هي السماءُ فوقَ سريري , وهذه النجومُ المدفونةُ في فضائي , فضائي المعتم المخضّب بالغيابِ , الغيابُ الذي لا ينتهي فصله , الفصل المتجدد للنسيان , النسيان في نيسان أشبه بذاكرةٍ جديدةٍ , الذاكرةُ المسترجعةُ من أنقاضِ الفراقِ !
كانَ يلزمني سؤال من جارتي الجديدة عن ماضِ يلزمه وطن وأبجدية ليكون جوابا .
عيني المثقوبة تنزف تفاصيل الحكاية بدفءٍ , هذه المرة قلقٌ مترمدٌ يختزلُ القصةَ داخل فمي فأقول لها : (( خليها في القلبِ تجرح ولا تطلع وتفضح )) وأرسم على وجهي ابتسامة مفتعلة

_ لا أقصدُ الإساءة لا أدري هذا المثل عالق في رأسي !
_لا عليكِ عزيزتي , ولكن إن كان في الكلام راحتكِ فتحدثي سأكتم سركِ
_ لا شيء يستدعي الكلام , هي قضية أنثى كمثل كل النساء اللاتي فقدن الوطن !

الحديثُ مع الغرباءِ هاجسٌ يدفعني دوماً لأُعيد تدوير اسطوانة العزف القديم , فأتأرجحُ على صراطِ ذاكرتي وأستمع وحدي للعزف الجنائزي هناك .....

في التاسعةِ غرباً , قبلَ سبعِ ميتات أنثى بثوبها الربيعي كانت الأرضُ تهتز طربا لوقع خطاها , في كلّ ميتة كانتُ تبحث عن زمنٍ افتراضي فتزرعُ خيبة وتحصد خيبات !

تبدأ الملحمة حين أستلقي على ظلي يَخِزني الشوق وينسالُ الحلمُ على جسدي يجثمُ الحنين على جثتي أحاول التناسي ,
فألونُ مِزاجَ الليل بلوحةٍ أعدُّ الغائبين فيها ... واحد .. اثنان .. عشرة ... خمسة عشر
يشتدُّ الألم ويضيقُ السقفُ أكثر حين تأتي الكائنات الغريبة وتأكلُ الوجوه فيتساقطون في عيني , أغمضُ ستائر عيني أتكورُ على أطرافي أنكمش أكثر , صرخة واحدة ويتوقف الصوت ويتفشى الصمت بهدوءٍ أخمد بركان .
تخرجُ مني أنثى تأخذُ من دمي كلّ دمي تضحكُ في وجهي وترحل, تلكَ الحركة أفسحت للضحكِ البليد بالتسلل لشفتي المبللةِ بركامٍ ثقيل .

أغلقُ نافذةَ الذكرى وأقدمُ القهوةَ على روحِ نسياني لجارتي التي تتفحصني بعينين يساورهما الفضول , وأُزاورها أنا بألفِ عينٍ أقلُ فرحا
_ قلبتُ مواجعكِ (( يقطعني ))
_ سلامة عمركِ , لا عليكِ لاشيء مهم
_فقط لو تخبريني ما بكِ
أبتسمُ في وجهها كأمٍ تضمُ وليدها لصدرها بعدَ مخاض .
_ صدقا لا شيء كأنّ هذا الصيف أشدّ بردا من الشتاء ! 

الجمعة، 3 يونيو 2011

لا أنام ..


اليوم أعلق أسرار القلبِ على شماعةِ الصمت
وأبعثُ بكل حروفي إليكَ ..

أنقبُ عنكَ كلّ جدائل خرائطي
فقط حين أراكَ أتكئُ على وسادتي لأحلمَ بكَ ولا أنـــام !

معطفك الأسود


البرد الذي تسلل من معطفكَ  يستفزني لأكتب .
معطفكَ الأسود  يلملمني وفي ذات الوقت يشتتني  
الوقت .. تقف عقاربه على تمام الصمت في عينيكَ

أمرغ وجهي فيكَ ..
أدس يدي في جيبكَ ..
التصق في جسدكَ ..
أختبئ في معطفك ..

أحبك حدّ البرد .. حدّ التجمد .. حدّ اللاحدود  ..
لوهلةٍ تذكرت  
//
//
لم تقل لي يوما : أحبكِ  !
ومعطفك لونه أسود ...